دعاء مشرف
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 العمل/الترفيه : طالبة جامعية المزاج : حالة حب تاريخ التسجيل : 28/09/2008
| موضوع: من اليأس الى الامل والخروج منة 6th أكتوبر 2008, 10:52 pm | |
| أن يضحك أحدهم من كثر الكآبة .............فالوضع خطير.......
قد يستطيع العون انقاذ انسان من الغرق ...................ولكن ان كان الغريق نفسه سعيدا بغرقه.......من ينتشله؟! أسمعتم بالسهل الممتنع؟!............الأمر أبسط من ذلك!!.......و أكثر امتناعا!! المشكلة في عقلنا.....................عندما يصدقّ عقلي بأنّي حيّ فأنا كذلك....وإلاّ فأنا سواء ذلك..... أنا أبتسم ليس لأنيّ أشعر بالسعادة...............و لكن لأعتقد ذلك............ انظر و تأمل ........و ابتسم ثم أغمض عينيك......و انس الناس و لتكن و حيدا في تهيؤاتك......تخيل حياتك كممر و تخيل كيف تمشي و انظر إلى النهاية:" أهذه نهايتي؟!" صدّق بأنك وصلت إليها.....و احزن و اكتئب و لتبكي! ثم افتح عينك.....و لتقل لنفسك:" أنا ما زلت هنا!...........ما زلت في أول الطريق .....ما زلت امتلك القرار لم يفت الأوان بعد! ..........نهايتي ستكون غير ذلك!"
أنت لست ضعيف ......أتعرف لماذا؟......لأنك تمتلك القرار......لأنك حيّ.......لأنك تتحكم بنفسك. و عندما تفقد السيطرة ...فأنت ضعيف و للأسف أنت " ميّت"........رحمة الله عليك!
وبعد؟............................................. .................................................. ..................
لماذا؟............................................ ...............................................
إلى متى؟.............................................. ..................
لن أسمح بأن أكون على هامش الحياة.......و لن أكون نكرة....ولن أكون ورقة يابسة....
لأتجاهل مشكلتي و لأنظر لنفسي : أنا انسان رائع...أمتلك من القدرات ما قد لا يمتلكها غيري........أنا أعلم ذلك..و الواقع يترجم ذلك... أنا أمتلك القوة و أمتلك الحيوية و الأهم من ذلك أمتلك الإرادة......و الإيمان.....
حسنا................تبدو الصورة مثاليّة! ألتفت إلى الوراء و أرى البقعة السوداء في صفحتي البيضاء...........لقد كانت الصورة فعلا طاهرة! و لكن كم أصبحت ملطّخة!.........ولكن هذا جدّ طبيعي.................فلو أنّ حياتي صفحة بيضاء طاهرة... فما هي مهمتي هنا.....؟ ما المطلوب ؟ لا شيء؟......أسأعيش؟و إن عشت.....هل سأستحق الجنة ...و انا لم أسلك مسالكها الوعرة؟.....هل ستكون حياتي ذات قيمة؟........................."لا" "أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة و لمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين؟!!" " و ما يلقّاها إلاّ الذين صبروا, و ما يلقّاها إلاّ ذو حظ عظيم"
رائع! أعيد النظر كرّة أخرى..............وألاحظ كم أنّ البقعة عميقة و داكنة!........لا أحد حولي لديه هذا السواد!....لماذا أنا؟ أنا بالذات؟...........من أين أتاني؟..........أنا لا أريده!!............و لكنه موجود.....نعم ....حيثما أنظر !.....أراه واضحا....و لا أحد غيري يراه.....و هو يحاول أن يظهر و أنا أخفيه عن الناس........... من حولي يعتقدون أنّي انسان رائع... وسيم.... لطيف .....ذكي ...مهذب .... مميز...و لكن في الحقيقة لا يعلمون! ... أنظر في المرآة و أرىالصورة التي لا يراها غيري ....و أتأمل جيدا.....وأحدق مطولا.....وأضيع في متاهاتها و لا أصل إلى مخرج..................قد أكسر المرآة ......و لكن الصورة لم تنكسر و ما زالت موجدة رغم ادّعائي بزوالها.............................قد أكذب على الجميع و لكن سأفشل بالكذب على نفسي! أنا ما زلت أبتسم............................لن تختفي من وجهي البسمة.......و أنا ما زلت سعيدا ولن أكتئب... و لكنني اعاني!....أحترق ..... أنا أنتثر...............
ماذا أريد؟......أعتقد أنّي أريد أن يكون مثلي مثل غيري .....لماذا أنا مختلف؟.... ولكن هل غيري فعلا بذلك الكمال؟!.. لست ادري ..هل هم فعلا أفضل منّي؟!....ليس بالضرورة....هل حياتهم مثالية؟!....لا أعتقد ذلك....... سآخذ الأمر من منظور آخر ......علّي أتفهم المشكلة: أنا في امتحان......أنا أخضع لتجربة....هل أنا حكيم كفاية لأحسن اختيار طريقي؟!.......ربّي اكرمني بالعقل و التفكير.... .... صحيح أن ربّي هو من ألهم نفسي الفجور أو التقوى.....و لكنّي انا من يزكّيها أو يدسّيها....و بالتالي سأفلح أو أخيب....... إذا ليس لدي عذر..إذا أنا المسؤول و لا أحد غيري....
هل هذا البلاء لصالحي أم ضدّي؟ماذا يريد؟ يبدو أنه خلق ليدمّرني .........لعله العنصر الأساسي في مكافحة سعادتي ....إنه يحاول أن يمحو عن و جهي البسمة....أنا أقاوم و لكنّه فعلا عنيد....أنا أستصرخ..و لكن لا أحد موجود ليسمعني سوى أطياف عابرة...يريد أن يدمّر حياتي و يمنعني من أن أحقق أهدافي.....يرميني على قارعة الطريق !......يكبّل يدي و يستحوز على قدراتي و يجمّدها.....لا يريدني أن أنجح....والأهم من ذلك يريد أن يدمّر آخرتي....يبعدني عن الرحمة......يسوقني إلى جهنّم ....يغريني بالقليل و يحجب عنّي الكثير....يغريني بالسعادة المحدودة الزائفة التي لا تلبث أن تضطدح بأنها عذاب و قهر و ندم و ...خبث... يحجب عنّي السعادة الحقيقية الأزلية التي ليس بعدها سعادة . أنا أعلم هذا! و أعلم بأنّي أعلم كل هذا!!.......ولكنني أراني اتبعه...أراه يغريني ببريقه الزائف...إنه يكذب علي و أنا مثل الأحمق أصدّق......هل أنا ضعيف إلى هذه الدرجة؟!...أم هو قوي لهذا الحد؟!!!.............. عليّ أن أختار بين سعادة الدنيا و سعادة الآخرة......... و لكن لماذا لا أتقبل الأمر ؟..................... عندما أرى بلاء الناس .......أشعر بقيمة النعمة.........في الناس انواع من البلاء و المصائب ما يشيب منه شعر الرأس ....نسأل الله أن يبعدها عنّا.................. لنتقبل الأمر ........فعلا نحن مغمورون بنعم الله.............ماذا نريد؟........مكتوب علينا أن نتعرض للعذاب و الحرقة كما أصاب الأمم الذين سبقونا .....: << أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم, مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله, ألا إن نصر الله قريب>> لعل الله يحبنا ....حتّى وضعنا في هذا الامتحان.........فلا ننسى بأن البلاء و الصبر مغفرة للذنوب و جالب للرحمة , قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: <<إن أعظم الأجر من عظم البلاء , وإن الله تعالى إذا احبّ قوما ابتلاهم , فمن رضي فله الرضى و من سخط فله السخط>> ماذا أريد بعد ذلك؟.........إنّ ربّي يعدني المغفرة ويعلمني بحبه و لا يطلب منّي سوى الرضى و الصبر في هذه الحياة المحدودة و سيكافئني خير مكافأة........ يكفيني شرفا أنّي مؤمن.....عبد لله الرحمن الرحيم الكريم...........ولا أنسى بأن أمري كله خير ....فكوني مؤمنا ,هذه نعمة عظيمة: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: <<إنّ أمر المؤمن كله عجب , لا يقضى له قضاء إلاّ كان خيرا" له إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له, وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له>>
ماذا أريد بعد كلّ هذا؟!!............أأرفض الخيرات و ألحق الخبائث؟؟؟!!!!............لن أضيع ثواب الآخرة من أجل " لا شيء"...........نعم"لاشيء بتاتا"...........علميا ...إذا قسمنا فترة الحياة الدنيا التي مهما طالت تظلّ محدودة,إذا قسمناها على فترة الآخرة الأبدية, نحصل على نتيجة "صفر"هذا من منظار الكميّة ناهيك عن النوعيّة في الآخرة و التي لا تقارن بما في الحياة الدنيا من نعم زائفة.............
الآن .............أنا رضيت و اقتنعت و ارتحت.......فأنا تفهمّت مشكلتي ...وتفهمّت ما هو مطلوب منّي.........الصورة واضحة جدّا.....و كأنّي أراها أمامي...........لقد تنوّرت الطرق بعد ما كانت مظلمة......و أنا على استعاد أن أختار طريقي .....أصبحت ارى الطريق السهلة و الطريق الوعرة.......بل و أستطيع أن أرى النهاية السعيدة و النهاية التعيسة.....
بالتأكيد!..............أريد أن أصل إلى النهاية السعيدة....لأنّي آمل بعدها نعيما أبديا....... اخترت طريقي .....وعرة جدا.....صعبة.......سترهقني......ولكن دائما عيني تنظر إلى البعيد...إلى النهاية المشرقة...وإلاّ سأتردد و أعود......
أخذت قراري و لن أتراجع.....أنا مقتنع كفاية لأصرخ بصوت عال:"هذه طريقي.....و لن أختار غيرها طريق"....حسنا ..لن أتراجع و لكن هل سأصل؟!!..............كيف سأخرج من الحفرة و أنا في القعر العميق.....علي أن أبحث عن الحل!
أعرف أن الحلّ موجود..... و لكنني لا أراه....و لا أعرف كيف أصل إليه!.......لعلّي لا أملك ما يكفي من المعدّات لأصل لهدفي...............أأستسلم؟!..................لاا ااااااااااا سأبحث عنها........و أعرف أنّي سأجدها و لكن كيف؟
1-أحتاج للقوّة.............. قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: << من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله >>..........إذا الأمر بسيط.....أتوكل على الله حقّ التوكل
2-أحتاج للمعرفة.............علي أن أبحث عنها بجدّ......أتحرّى عن كل المواضيع التي تتعلق بمشكلتي ...من جميع المصادر.....وجميع الحضارات.....ولا بد أن أستخلص قدرا كافيا من المعرفة
3-أحتاج للعون...............كيف سأحصل على العون؟.......ومن المهم أن يكون العون من قوي قادر ...فكيف لو كان من الأقوى و الأقدر...من الله تعالى......كيف سأحصل على العون من الله تعالى؟: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لابن عبّاس : << يا غلام احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة, وإذا استعنت فاستعن بالله, و اعلم بأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام و جفّت الصحف>>
لأزداد من عون الله لا بد أن أكون عونا لغيري : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: << ألمسلم أخو المسلم ,لا يظلمه و لا يسلمه , من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته, ومن فرّج عن مسلم كربة,فرّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة, ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة>>
فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته...................
ولا بد أيضا أن أبحث عن عون الرفاق: والقرآن هو خير رفيق في هذه الرحلة الطويلة..........ففيه شفاء لجميع الأمراض ...ومع الوقت و التفكر بالقرآن لابد أن نستخلص الحكم الباطنة...........ولا بد أن نستشعر السعادة و السكينة والطمأنينة في قراءة"كلام الله"...
وكما أوصانا الله تعالى يجب أن نتعاون على البر و التقوى ونجد الصحبة الصالحة: << و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتّبع هواه و كان أمره فرطا>>
بهذا أكون قد أعددت العدّة ................ و جهّزت نفسي للرحلة...............آمال أن أبقى منتصب القامة..... من المحتمل أن أقع و لكنني أعلم بأنّي سأقوم من جديد.....و إن أخطأت ...فلن أقفل بابا للتوبة ولن أأجل الاستغفار.................. و سأعزم الأمر على أن لا أقع مجددا.....فالوقعة إن لم تكن مميتة فهي على الأقل ستأخرني كثيرا عن هدفي ....
لست أعرف كم سيكون الدرب شاقّأ أو صعبا".......ولكن ما أعرفه .........هو..........أنني ................................ .......سأصل | |
|