أيتها الجارحة / شــكــراً لـــك
إلى من قدمت لي جرحاً ؛ أقول لها...
شكراً لك ؛
إلى من قدمت لي ألماً أقول لها ..
شكراً لك؛
إلى تلك العينان التي قدمت لي نظرة عابسة أقول لها ..
شكراً لك؛
شكراً لك سيدتي على كل كلمة دامية أو ظلماً أو شوكاً .
أقول لك من أعماق قلبي شكراً لك كل هذا العطاء السخي.
أيتها الجارحة ؛؛
ما زادني جرحك لي إلا يقيناً على يقيني .
ولم تزيديني إلا ثباتا على ثباتي فقد صحوت من غفواتي.
أيتها الجارحة ؛؛
أن ألألم الذي أهديتني إياه كان وقوداً
يدفعني إلى الأمام ، كان علامة تخبرني بأني على طريق الصواب
فطريق الراشدين مليء بالأشواك .
فقد كان سمك الزعاف مصلاً مضاداً لأي سم من نوعــك .
شكراً لك أيتها الجارحة ؛؛
فقد استرجعت عزة نفسي التي لم أفقدها
يوما إلا عندما أحببتك ؛ لأن مذمة الناقص هي شهادة كمالي .
كم أنا مديناً لك بهذه الكدمات التي أهديتني إياها دون مقابل .
فشكراً لك؛
على تقديمك لي هذه الجراح التي أسالت دمائي ، فلن تنشط دورتي الدموية
إلا عندما يفقد الجسم بعض كريات الدم الحمراء.
شكراً لك سيدتي
فقد جعلني جرحك أن أحزن فتعلمت من حزني الشعر والنثر.
فأنا الآن أصبحت عصامياً وحيداً لا أفكر فيك ولو بمجرد التفكير
لأنك لا تستحقينه .
شكراً لك؛
على كل ألم ؛ وعلى كل جرح ؛ وعلى كل حزن
فشكرا لك.....